شهد قطاع العقارات في تركيا حضوراً ملحوظاً من المستثمرين العراقيين على مدى السنوات الماضية، حيث كانوا من بين أبرز الجنسيات الأجنبية التي تسهم في تنشيط السوق العقاري، لا سيما من خلال شراء الشقق السكنية والأراضي.
ورغم التراجع الذي طرأ قبيل الانتخابات التركية الأخيرة بسبب تقلبات سعر الليرة، فإن الشهور الماضية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في حجم الاستثمارات العراقية في العقارات التركية. ويعود هذا الانتعاش إلى عدة عوامل، منها الحصول على الجنسية التركية عبر الاستثمار العقاري، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي المتميز لتركيا، والقرب الثقافي والاجتماعي الذي يربط بين البلدين.
وتشير بيانات هيئة الإحصاء التركية إلى أن العراقيين عادوا ليتصدروا قوائم المشترين في سوق العقارات التركي، حيث احتلوا المرتبة الثالثة في شهر سبتمبر، بعد الروس والإيرانيين. وقد سجلت إسطنبول وأنطاليا ومرسين أعلى معدلات البيع للعراقيين، الذين يبحثون بشكل خاص عن ملاذ آمن في ظل التوترات الجيوسياسية في المنطقة، لاسيما في العراق ولبنان.
يرجع المختصون في القطاع هذا الإقبال العراقي المتجدد إلى الأوضاع غير المستقرة في الشرق الأوسط، مما دفع العراقيين، بمن فيهم الشخصيات الاقتصادية المؤثرة، للبحث عن استثمار عقاري آمن يضمن الحفاظ على رؤوس أموالهم.
ومع وجود تسهيلات حكومية تركية لجذب المستثمرين الأجانب، تتزايد فرص العراقيين في تملك العقارات داخل تركيا، سواء لأغراض الإقامة أو الاستثمار. بينما يتوقع الخبراء أن يستمر الطلب على العقارات التركية من قبل المستثمرين العراقيين في الأشهر المقبلة، خاصة مع استمرار الأزمات الإقليمية وتقديم تركيا فرصاً استثمارية واعدة بأسعار تنافسية مقارنة بالأسواق العقارية الأخرى.